Admin المدير العام
عدد المساهمات : 641 تاريخ التسجيل : 28/04/2009
| موضوع: نعمة البحر الأحد 4 أغسطس 2013 - 17:18 | |
| - نعمة البحر-
إن نعمة البحر تحوي نعمًا كثيرة منها:
أ- نعمة تسيير الفلك فيه. ب- نعمة اللحم الطري. ج- نعمة الحلي. د- نعمة عدم اختلاط الماءين الماح والحلو.
(1/240)
نعمة تيسير الفلك فيه ... أ- نعمة تسيير الفلك فيه قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} 1، وقال تعالى: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} 2، وقال تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} 3. إن تسيير الفلك في البحر نعمة كبرى فيها منافع عظيمة للعباد وفقدانها يقلل سبل الحياة ويحصل لهم ضيق في أمورهم التجارية، ولذلك يمتن الله على عباده بتسخيره البحر المتلاطم الأمواج وتذليله لعباده, لركوبه وقضاء مصالحهم بحمله السفن التي تمخره؛ لأنها تشق الرياح والماء بصدرها المسنم الذي أرشد الله عباده إلى صنعه وهداهم لذلك إرثًا عن أبيهم نوح عليه السلام الذي علمه الله صنع السفينة ثم أخذها الناس عنه قرنًا بعد قرن وجيلًا بعد جيل, يسيرون من بلد لآخر يجلبون البضائع والأرزاق. __________ 1 سورة إبراهيم آية 32. 2 سورة النحل آية 14. 3 سورة الإسراء آية 66 وانظر سورة الروم آية 46 وسورة لقمان آية 31 وسورة فاطر آية 12 وسورة الشورى آية 32 وسورة الجاثية آية 12.
(1/240)
ب- نعمة استخراج اللحم الطري قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً} 1، وقال تعالى: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّا} 2. هذه نعمة عظيمة من الله؛ حيث جعل البحر مستودعًا لا ينضب لمادة غذائية تعتبر شيئًا أساسيًّا في حياة معظم الشعوب، يتناولونها من البحر دون أن يخسروا مالًا وجهدًا في تربيتها، ولولا ذلك لضاقت معيشة أكثر الناس حيث إن عليها اعتمادهم في الغذاء وبها يتجرون ويتكسبون، ومن رحمة الله إباحتها حية وميتة في الحِل والإحرام. __________ 1 سورة النحل آية 14. 2 سورة فاطر آية 12.
(1/241)
جـ- نعمة استخراج الحلي قال تعالى: {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} 1، وقال تعالى: {وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} 2، وقال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ, فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} 3. هذه نعمة أخرى مما في البحر، وهي نعمة استخراج الحلي التي يخلقها الله في البحر من اللآلئ والجواهر النفيسة، وكيف سهل الله لعباده استخراجها من أعماق البحار ليتحلَوْا بها, ويتجروا بها كذلك تكسبًا للمعاش. __________ 1 سورة النحل آية 14. 2 سورة فاطر آية 12. 3 سورة الرحمن آية 22- 23.
(1/241)
د- نعمة عدم اختلاط الماءين المالح والحلو قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً} 1، وقال تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} 2، وقال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ, بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ, فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} 3. هذه نعمة عظيمة من الله على خلقه إذ بدونها لا تصلح الحياة للكائنات، فهذا الحاجز حتى لا يختلط الماءان فيفسد كل منهما الآخر، والماء الحلو هو ماء الأنهار والعيون وهو العذب الفرات، وقد فرقه الله بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارًا وعيونًا بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم ودوابهم. وأما الماء المالح الأجاج فهو البحار المعروفة ولا تستساغ للشرب، وملوحتها نعمة من الله، فلو كانت حلوة لفسد الهواء وأنتن وماتت جميع الحيوانات في البر والبحر, فلما كان ماؤها مالحًا كان الهواء دائمًا نقيًّا وكانت ميتتها طيبة. وهذا الحاجز بين الماءين قد يكون جزءًا من الأرض، وقد لا يكون كذلك، فقد يمر النهر من البحر المالح ويخرج من جانب آخر كما هو محافظ على عذوبته وصلاحيته للاستعمال بأمر الله, فيستفيد منه الناس على جانبي البحر، فأي نعمة فوق هذه النعمة, ولولا هذا الحاجز بقدرة الله لفسدت الأنهار الحلوة بدخولها البحر ولتعطلت مصالح الخلق من الطبخ والشرب وغيرها؛ ولذلك امتن الله في كتابه بهذه النعمة على خلقه. __________ 1 سورة الفرقان آية 53. 2 سورة النمل آية 61. 3 سورة الرحمن آية 19-21.
(1/242)
هذه النعم جميعًا في البحر توجب على الناس أن يفكروا بالمنعم وكيف سخر لهم هذا البحر مستودعًا لهذه النعم الكثيرة، وهيأ لهم سبل استخراجها رغم مخاطره الكثيرة، فيجب على الخلق إذن توحيد الله وعبادته ونبذ الأصنام والأوثان التي لا تنعم عليهم بشيء. ولذلك يقول تعالى في سورة النمل بعد تعداد نعمه: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} 1، أي هل فعل هذا إله غير الله فتعبدوه؟ ولذلك يجب على العباد شكر الله وتوحيده وعبادته، وإن كان أكثر الناس يعبدون غيره ويصرفون شكرهم لغير المنعم2. __________ 1 سورة النمل آية 61. 2 انظر تفسير الطبري 14/88 و19/24 وتفسير ابن كثير 2/564 و3/50 وص 322 وص370 وص 436 وص 452 وص550 و4/117، وقد تكلم ابن القيم على نعمة البحر في مفتاح دار السعادة 1/204 تركنا ذكره اختصارًا.
|
|