بصيص امل
... فتحت عينيها على الزغاريد و اصوات الفرحة المتأججة في بيتها ، ثم فتح الباب و دخلت الاخوات و الصديقات فرحات مبتهجات يصرخن و يقفزن ،
جذبنها من سريرها جذبا هاتفات يغنين ...
هيا اليوم هو يوم الذهاب الى الحمام البلدي ..
فمن عادات العروس ان تؤخذ الى الحمام البلدي وسط الزغاريت و الهتافات قبل العرس بايام كي يتسنى لها التجمل و الهندمة اللائقة بالاحتفال ..
وجدت امها قد جهزت كل شيء .. ما ان وقعت عينها عليها حتى انهمرت بالبكاء كالتي تنكح اول بناتها و بِكْرَهُنّ ...
بيد ان الكل فرح و سعيد الا هي كان قلبها يبكي دما ، فما زالت لم تُفِق بعد من صدمتها الاولى ...
كل ما سمعت هتافا او زغرودة يلهب اللظى احشاءها و حتى بمجرد التفكير انها تستعد للارتماء في حضنٍٍٍِِِِِِِِِِ آخر ....
تقدم منها والدها يستأذنها بأخذالتوكيل و معه اثنان من الشهود لكي ينوب عنها في عقد الزواج ..
هل تقبلين يا ابنتي الزواج .
فتضرجت بالحمرة و احنت راسها
اذن على بركة الله السكوت علامة الرضى، و انصرفوا
احست بغصة في نفسها و برغبة تشدها لان تصرخ بأعلى صوتها و تقول لاا أنا لا اقبل، لا اقبل بهذا الزواج لكن سرعان ما تمالكت نفسها و اكتفت بدمعتين ترقرقتا على خديها ..
لو لم تتركني و ترحل ما كنت ساضطر للنظر لغيرك ، لماذا تركتني ؟؟ لماذا لم تأخذني معك ؟؟
لم تنم ليلتها و هي تلقي اللوم و العتاب على خطيبها المتوفى !!!
ثم احست بدفئ غريب و صوت مألوف لديها يهمس لها
يجب ان تتعودي ، يجب ان تتابعي حياتك ، و اعدك اني سابقى قريبا منك دائما حتى لقائنا الاخير في الجنة ..
فاستقظت فزعة و اخذت تبحث عن مصدر الصوت
لكنها لم تجد احدا ..
نظرت في المرآة و عينيها تشع املا جديدا ثم ابتسمت و قامت لتشاركهم افراح العرس !!!!!!