الانسان الناجح يناله دائماً سهام الشائعات والأقاويل باعتباره موجوداً
داخل دائرة الضوء... فأصبح النجاح في هذه الأيام يمثابة الخطيئة أو الجناية
التي يرتكبها الانسان بصفاء نية...
في ظل هذا الوضع أصبح النجاح بمثابة الضريبة التي يتعين على الناجح دفعها وتحمل
تبعاتها جزاء جناية نجاحه بسبب تسمم افكار من يحيط بنا.. فهذا شي ينذر بالشر المستطير..
هكذا الدنيا.. فلولا الفشل ماشعر أحد بنكهة النجاح...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
لماذا أكثر ما يُخاف منه النجاح في هذه الأيام؟؟!!
لماذا نشن هجوماً مباشراً ومستتراً على الانسان الناجح؟؟ وتلفق له الأقاويل؟؟
لماذا لا يُحتفى بالناجح ويصفق له؟؟
الذي نجح هو الذي فشل في لحظة ما....
والذي يفشل هو الذي سينجح...
فمقياس النجاح عند البعض منا خاطيء تماماً لأنهم يقيسون بما حققوه
من النجاح لا بما تعلموه من الفشل والاخفاق...
أيها الناجـــح:
لا تعتقد أن جميع المقربين منك سيكونو سعداء بنجاحك... فبعضهم يعتقد أنه أحق منك...
وبعضهم من الحاقدين يتمنون فشلك في كل لحظة..
والبعض الآخر منهم يترقب انهيارك..
وقلة منهم يكونو ن عوناً لك وهناك ذوو النفوس المتعبة يجدون متعة البحث
عن هفواتك والعبث بمحاولاتك...
فيعتبرون نجاحك ألماً أصاب مشوار حياتهم...
وحزناً خيّم عليهــــم...
فينتظرون بفارغ الصبر فرصة التلذذ في اخفاقك...
وهناك فئة عابثة يوجهون اليك نقداً لاذعاً في غير مكانه...
لأنك تفوقهم ثقافة ومقدرة... وتصرفهم هذا يشفيهم من حقدهم عليك..
ومما لا شك فيه أن الانسان الناجح لا يبالغ في قدراته...
ولا يتواضع في تقديرها ... بل يبتهج بنجاحه.. ولا يكون قد سمح لأي تجربة
أن تدفن انسانيتـــــه... وتطمس نبله الانساني...
فكل نجاح في الحياة سيضيف لبنة في بناء مستقبلنا.
فالنجاح هو أن تؤدي المطلوب منك ولو فيه صعوبة....
بحيث يجد فيه ما يتحدى قدراتنا... ويثير فينا دافعية للعمل
ولا أن يكون صعباً نعجز عنه فنقع في براثن اليأس والاحباط....
في المحصّلة ... نجاحنا يتحقق في انسانيتنا .... وانسانيتنا تحقق في نجاحنا...
ألستـــــم معي بذلك ؟؟؟ من هذا المنظور نهتدي الى مكامن النجاح وأسراره...
نعم قد نفشل مرة... ومرات ... فهذا الفشل كفيل بدفعنا الى التطلع للأمام لا الى الخلف...
وستلوح في رأسنا عندئذ الأفكار البناءة بدلاً من الأفكار السلبية الهدّامة...
وتولد فينا طاقة من النشاط تدفعنا على العمل فلا يبقى أمامنا متسع من الوقت للتفكير
بالماضي المفعم بالاخفاق...
قال العالم النفساني ألفرد ادلر ،،،
((من خصائص الانسان قدرته على تصيير القوى السلبية الى قوى ايجابية))
يظل النجاح حالة لاتعرف الراحة،، فشعورنا بأننا قادرون على القيام بعمل ما
مهما كان ضئيلاً يبعث في نفوسنا الشعور بالأمل
مما يرفع من حالتنا المعنوية فلولا هذا الامل لكادت النفس تقدم
استقالتها المبكرة من هذه الحياة....
والاهـــم من ذلك أن نقتلع من فكرنا شعار
" لا حـــول لنــــا ولا قــــوة"
فمن يرافقه هذا الشعار يكون قد سلّم نفسه لحبال اليأس والقنوط وتوقف عن المحاولة..
فما رأيكم أن نقدم نجاحنا هذا هدية لأصدقائنا وأعدائنا على حد سواء...!!
وبحكم تجارب البعض منا وجد أن أرقى نصر ساحق نحرزه في حياتنا
هو أن نتسامح مع أعدائنا من منطلق قوتنا لا من مكامن ضعفنا...
فهذه المبادرة تستثير غيظهم من نجاحنا فيتقوقعون حول ذواتهم..!!
وينتابهم القلـــق الأليــــم... ويعيشون في توتر عاطفي مزمـــــن..!!
بالمقابل نكون نحن أسياد الصلح.. وأنصار التسامح في أحسن حالنا..
فننتقل من نجاح الى نجاح..
فيخرج أعداؤنا من هذا السباق الماراثوني يجرون أذيال الخيبة فيدركون
عندئذ أنهم كانوا في سباق مع أنفسهم داخل دائرة ضيقة..
فنعود نحن محاوليـــن تهدئة روعهم.. فنقدم لهم دروع التسامح والصفح..
ونقدم لأنفسنا جائزة الفوز والنجـــاح الساحق تكريماً :
لنقــاء قلوبنا ،، وسمو مشاعرنا ،،
ونستحق في نهاية الشوط أن مخلد ذكرى نجاحنا في أرشيف الحياة...
وندرك حينها بأن نجاحنا لا يأتي بمحض الصدفة ولا من قبيل الحظ
بل بجهودنــــا ... ونزاهـــة تفكيرنــــا
كل واحد منا لديه استعداد فطري للنجاح كما يقول العلماء...
ولديه القدرة أ نيجعل النجاح عادة...
ولكن العادة تنمو لدى كل شخص بشكل مختلف وبنسب متفاوتة..
فامكانيتنا ليست محدودة ولا نغش أنفسنا...
فما علينا الا أن نرتقي بطموحاتنا وقناعاتنا حول قدراتنا لنجد
الطريق نحو القمة سالكاً خالياً من لصوص آمالنا ......
/// من أجمل وأروع ما قرأت وأردت نقله لكم للافادة \\\
م - ن